أيوه.. بحب البنات!! (1-2)
جميعكم يعرف هذا المشهد.. إن لم يكن بالمشاركة، فبالمشاهدة!!
- إنت متجوز؟
- الحمد لله (!)
- عندك أولاد؟
- لله الحمد (!!)
- كام؟
- اتنين (!!!) (بابتسامة من طراز: آه - بدأنا - الاستجواب)
- ولاد ولا بنات؟
- بنتين (!!!!) (بابتسامة من طراز: اللهم - طولك - يا - روح)
- معلش.. كل اللي يجيبو ربنا كويس! (بشفقة)
- معلش على إيه بالضبط (؟!!!!!)
- على العموم ما تقلقش.. (مشغولا بطأطأة رأسه في حسرة حقيقية!!)
- بس أنا مش قلقان من حاجة (!!!!!!) (مقاطعا بدهشة مغلولة أو غل مدهوش)
- صدقني بكرة تخاويهم إن شاء الله.. (بإصرار غريب!)
- .............(!!!!!!!)
pause
حتى هذه اللحظة قد تتشابه الحوارات إلى حد كبير.. لكن أحسب أن الجزء التالي من الحوار قد تختلف فيه ردود الأفعال؛ فنصفنا يكتفي بالابتسام أو الإيماء برأسه حرجا، والنصف الثاني قد يشكر محاوره على شعوره العميق وإحساسه البالغ بمعاناته لعدم إنجاب أولادٍ ذكور؛ حيث أنه بالفعل يشعر بهذه المعاناة..!
لكنني - حقيقة - أنتمي إلى النصف الثالث (!!)؛ إذ يكون رد فعلي - عندما أكون هادئا طبعا - كالتالي:
play
- مين قلك إن أنا عاوز أخاويهم؟!
- بس يا راجل.. ما تقولش كده! (بعتاب مندهش)
- حقيقي أنا مش عاوز أخاويهم..!
- استغفر ربك بسرعة! (برعب)
- أستغفر الله العظيم في كل وقت وحين.. لكن إيه علاقة ده بأني مش عاوز أخاويهم؟!
- ما هو مش معقول فيه حد مش عاوز ولاد!! [يقصد ذكورا طبعا]
- صدقني.. أنا الحدّ ده!
- طيب ليه؟!!!
- دي حاجة تخصني!! (بابتسامة من طراز: وإياك - تسألني - الأسئلة - دي - تاني)
stop
هنا يكون قد وصل إلى الحد غير المسموح له بتجاوزه.. وإنما كان الدافع الوحيد لاستمراري في الحديث هو أن أبرز له وأؤكد على رفضي لشفقته غير المبررة، والتي أصبحت من مسلمات مجتمعنا...
أنا أقبل وأتفهم إحساس الناس بالشفقة على من لم ينجب (مع رفضي للإعراب عنها بمناسبة وغير مناسبة لصاحب الشأن).. لكن لا أقبل ولا أتفهم أبدا الإحساس بالشفقة على من من لم ينجب إلا البنات!!!!!
الأغرب أن الكثير من نساء مجتمعنا ذاتهن لهن نفس هذه النظرة العجيبة...!
خذ عندك مثلا جدتي لوالدتي.. فهي - إن كنت لا تعرف - ممن لديهم قناعة واضحة أن جنس البنات ليس له فائدة ترجى في هذا العالم؛ ولولا أنهن من يملكن الأرحام ويلدن الذكور يوما ما لكانت صدَّقَت على أول مشروع يُطرح بإعادة وأد البنات!!!!
ما أن تراني أو تهاتفني حتى تلقي عليّ سؤالها الأزلي بكل حسرة:
- مش هشوفلك ولاد قبل ما أموت؟!!
- بعد الشر عليكي يا تيتة!
- طيب ما بتسمعش الكلام لي؟!
- آسف يا تيتة.. عندك حق.. أنا خلاص قررت إني أجيب ولد.. اصبري عليّ شوية والأجازة الجاية هيكون معايا (!!!!!!)
- طب بذمتك مش زعلان إن ماعندكش ولاد؟
- طبعا يا تيتة.. دا انا حتى بمشي في الشارع مطأطأ راسي وباصص في الأرض عشان ماعنديش غير بنات (!!!)
تقريبا يدور الحوار بهذه الطريقة كل مرة!!!!
ولا يسألني أحدكم السؤال الذكي: هي تيتة دي مش ست برضه؟!!
كما لا يسألني أحكم بمكر: أمال فين الأسد اللي كان بيكلم الراجل الغلبان اللي فوق؟!!
يبدو أنكم لا تفهمون.. (دي تيتة يا جماعة... تبقى مصيبة لو قلت في وشها اللي هقوله لكم دلوقتي!! لأنه لو حصل هتمرض فيها، طبعا بعد ما تحرمني من الميراث!!!)..
أقولها بأعلى صوتي: (والله العظيم أنا مش عاوز ولاد.. لأني فعلا بحب البنات بس!!!!)
تتساءلون مثل صاحبنا:
- طيب ليييييه؟!!
- إن شاء الله لما أعرفكم على بناتي هتعرفوا ليه...
لكن للحديث بقية....