الخميس، فبراير 11، 2010

0 هذه المدونة: أي حياة أعني؟



هذه المدونة: أي حياة أعني؟


أي حياة أعني؟
هل هي الأحداث التي مررتُ بها؟
أم هي الظروف والملابسات التي أحاطت بي؟
أم هي الناس الذين تعاملتُ معهم منذ الصغر؟
أم هي الأفكار والخبرات التي تراكمت في عقلي منذ نشأتي الأولى؟
أم هي الزمن الذي يمضي بي أو أمضي أنا من خلاله؟
أم هي تلك الروح التي تنبض بين جنبيّ؟
لا بد أنها خليط من كل ذلك، وأكثر!
لا بد أنها كل الخبرات التي اكتسبتُها من الأحداث، ومن الظروف، ومن الناس.. وحتى من نفسي التي تفاعلت مع كل ذلك وانفَعَلَت به وفعلت فيه..!
وكم عجيبة تلك الحياة العادية بكل عناصرها السابقة؛ فكلُّ يوم هي في شأن..!
تارة تعاملني بما يشعرني أني حكيم عليم ببواطن الأمور.. وتارة بما يشعرني أني غِرُّ ساذج..!
يوما تبرز جانبا من نفسي مقداما جسورا.. ويوما تعري جانبا آخر جبانا حجوما..!
ساعة تهدهدني فأكون ذلك الهادئ القانع.. وساعة تستفزني فأصير ذلك الهائج الطامع..!
لحظة تمنحني الطمأنينة والأمان.. ولحظة تسلبني هناءة الزمان والمكان..!
كل منا لديه هذه الحياة.. وأنا لستُ بدعا منكم؛ فأنا أنت.. وحياتي حياتك..
ولكن ليس كل منا قادر على أن يَسْطُرَ ما يجول في دخيلته من لواعج ومشاعر وخواطر وخبرات.. فيزيل عن تلك الحياة العادية كل عاديٍّ ويستخلص منها - بقدر المستطاع -كل مفيد؛ ليقدمه في إطار جميل، ورونق جديد..
ومَنْ مَنَّ الله سبحانه عليهم بهذه المقدرة - وأرجو أن أكون منهم -؛ غالبا ما تتحول مقدرتهم تلك إلى رغبة لحوح لا تهدأ ولا تسكن حتى يتحرك القلم ويسطر ما يجول في النفس..
ماذا يسطر؟ كلمات؟ خواطر؟ ذكريات؟ آراء؟ قصص؟ أشعار؟ أو حتى أنفاس وآهات..؟!
لا يهم.. المهم أن يسطر ما بعده الأفكار تهدأ.. والروح تهنأ..
قارئي العزيز.. يا من منحتني من حياتك الثمينة وقتا لتقرأ كلماتي..
آمل أن يكون فيما أسطر منفعة لك -وهو قطعا من أهدافي-، وربما يكون معبرا أحيانا عما في نفسك فتشعر - من ثم - براحة وبهجة لأن هناك من يشاركك حياتك وإن تغيرت الأسماء والأدوار..
كما آمل أن تكون كلماتي مما ينضوي - بصورة أو بأخرى - تحت مسمى الأدب، وأن تكون مما لا يُغضِب الرب..
ومن أجل أن هذه المدونة تُعَدُّ شاهدة على حياتي - أكرر العادية-.. بحلوها ومرها.. بانتصاراتها وانتكاساتها.. بأفراحها وأحزانها.. بنِعَمِها ونِقَمِها.. بمِنَحِها ومِحَنِها..
من أجل كل ذلك حاولت أن أعبر بعنوانها عما تحويه بإيجاز..
"هكذا عاملتني الحياة!".

ليست هناك تعليقات: