الجمعة، فبراير 12، 2010

1 هذا رأيي(2): كاتبي العزيز.. لا أريد أن أعرفك! (1/2)


هذا رأيي(2)

"أطرح رأيي هنا وأنتظر رأيك؛ وتظللنا القاعدة التي أعدت صياغتها:
رأيي الذي أرى صوابه يحتمل الخطأ.. ورأيك الذي أرى خطأه يحتمل الصواب.. وكلا رأيينا يحتملان الصواب معا أو الخطأ معا!!"
__________________________________

كاتبي العزيز.. لا أريد أن أعرفك! (1/2)

عندما جاءتني فرصة ذهبية للجلوس في جلسة خاصة مع كاتب إسلامي كبير رفضت الدعوة.. وتعجب صديقي الذي دعاني -والذي له معرفة شخصية بذلك الكاتب-؛ ذلك أنه يعلم مدى عشقي لكتابات الرجل كلها بلا استثناء والتي بالفعل غيرت في شخصيتي كثيرا... ولم أرفض فحسب، بل رفضت أن يحدثني صديقي عن الحياة الشخصية للكاتب الكبير..!!

وحُقَّ لصديقي أن يتعجب؛ فمن منا لم يتمنَّ أن يقابل كاتبه المفضل ولو مرة واحدة رغبة في التعرف عليه.. والتعرف على الطريقة السحرية التي يولد بها هذا العقل أفكاره؟!! من منا لم يتمن الرؤية المباشرة للداعية أو المفكر الذي غير مفاهيمه عن الحياة؟ بل ربما غير مسار هذه الحياة..!!

لا بد أن هذا حدث ويحدث لكل منا.. وأنا كنت دوما واحدا من هؤلاء.. منذ ولجت إلى عالم القراءة والمعرفة.. منذ أيام المراهقة الأولى المليئة بالمشاعر المرهفة الحساسة.. والأفكار المثالية عن الحياة والكون.. والرؤية ذات اللونين الأبيض والأسود للناس، حيث لا لون رمادي هناك.. فهم ينقسمون إلى طيب وشرير.. الطيب نقي دائما لا يفعل إلا الخير، والشرير لا توجد لمحة نقاء في حياته كأنه ولد هكذا!!!

بهذه الرؤية كنت أنظر إلى الدعاة والمصلحين الذين أحب الاستماع إلى خطبهم ومحاضراتهم التي تؤكد على أهمية وجود الدين في حياتنا وتأثيره على مصائرنا في الآخرة..وبهذه الأفكار كنت أنظر إلى كُتَّابي المفضلين.. أصحاب الروايات التي تمجد الخير وتنصره دائما على الشر في النهاية.. وأصحاب المقالات التي تحث على الفضائل وتنتقد مساوئ المجتمع...

كنت أنظر إلى كل واحد من هؤلاء الذين تأثرت بهم بصورة مثالية.. كنت أتصور هذا المفكر - أو الكاتب أو المصلح أو الشيخ أو الداعية - يجلس على مكتبه ليل نهار لا يقوم سوى بالكتابة ولا يشغله إلا إصلاح الناس والقضاء على الفساد في حياتنا...!!

بالطبع كانت صورة ساذجة من قِبَلي لإنسان مثلنا يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق..! وهي صورة فيها طرافة.. ولكن الصورة الأكثر سذاجة والأكثر خطورة في نفس الوقت هي التي تخيلته فيها يتقيد بمثالية بكل منقبة وفضيلة يدعو إليها.. ويتجنب بحزم كل منقصة ورذيلة يدعو إلى التخلي عنها..!!

ومع التقدم في العمر والاحتكاك بالمزيد من البشر يوما بعد يوم، ومع الخروج من شرنقة الكتب وعالم النظريات إلى اختبار الحياة والواقع.. حيث تصمد نظرية وتتهاوى نظريات.. خلال كل ذلك داعبتني الحياة ببعض دروسها القاسية -وهي بالمناسبة من أفيد الدروس لمن نظر إليها بعد حين-..

في بعض هذه الدروس أطلعني القدر -من قرب- على بعض جوانب الحياة الشخصية لعدد ممن بهرتني أفكارهم ووجهتني آراؤهم..وكان ما صدمني.. المرة تلو المرة..!!


يتبع..

هناك تعليق واحد:

Emtiaz Zourob يقول...

اذكر اني عندما كنت تلميذة في الابتدائي ، انظر إلى الاساتذة على انهم ملائكة نزلت من السماء ، فهم لا يأكلون ولايشربون ويحملون لواء الفضيلة دائما ، كانوا لا يمشون ع الارض ولا يذهبون إلى السوق ولا يخطئون ولا يعبثون ولا ولا ولا ..
بعدما كبرت ، فهمت فداحة الخطأ الذي وقعت فيه ، وان رسمك صورة لشخص بهذه القدسية لا تكفي لاضافة هالة من النور عليه ،،، غفر الله لنا تلك الايام .. دمت اخي ودام قلمك ، اعذرني فأنا اقوم برحلة غير منتهية بين صفحات مدونتك ..وانثر تعليقات هنا وهناك .. فتقبل مروري .