الأحد، فبراير 26، 2012

36 عبارات هوليودية(19): قنابل في حياتي..!!


"كلنا يمضي برتابة في حياته يوما بعد يوم.. حتى يُلقي أحدهم قنبلة عليها..!"
[أحد أبطال فيلم: Big Trouble]



أنت مثلي بالتأكيد.. مررتَ بأكثر من نقطة تحول في حياتك..
ماذا كانت الأسباب؟ بالتأكيد لا أعرف في حالتك..
لكن في حالتي كانت الأسباب تتنوع وتختلف...

فمرة كانت نقطة التحول "جملة عابرة" ألقاها شخصٌ ما غيرَ شاعرٍ بأثرها عليَّ الذي سيكون..
وخير مثال على ذلك تلك العبارة التي ألقاها أمامي ذلك الشاب المستهتر منذ 17 عاما عندما تعنَّتُّ في تطبيق لائحة النظام عليه؛ حيث صرخ في وجهي: "القوانين تحترم.. لكنها لا تُعبد".. جملة عابرة.. لكنها رجت قناعاتي وعدلت مفاهيمي حول كيفية التعامل مع النظم والقوانين إلى الأبد، فتحولت من منفذ صارم للقانون مهما سببتُ من ألم للآخرين (تماما كالضابط "جافير" في رواية "البؤساء") إلى باحث عن روح القانون ومقاصده للوصول من بين ثناياه إلى سبل الرحمة فيه قبل طرق العقاب..!

وتارة كانت نقطة التحول "حَدَثا عارضا" يجري أمام عينيّ في لحظة كانت فيها النفس صافية والعقل مهيأً للاستقبال..
مثال ذلك الموقف الذي دار بين مدرس زميل وأحد طلابه.. حيث أصر فيه المدرس على ضرب الطالب غير عابءٍ باستجداءاته والدموع التي تنهمر غزيرة بقهر وألم مزقا نياط قلبي.. لم يكن الموقف يستحق ذلك.. لكن المدرس أصر على الاستمرار ناسيا أن العقاب غرضه التأديب لا الانتقام.. لم ينمحي ذلك المشهد من ذاكرتي وظل عالقا بها.. بل صار هو الكابح الأول لي عند الشروع في عقاب أحد تلاميذي..!

وحينا كانت نقطة التحول "تجربة قاسية" أصرت الأيام من خلالها ألا تتركني في صفوف المشاهدين، بل جعلتني بطلها ومحورها والذائق الوحيد لمرارتها..
ومثال ذلك تجربتي العنيفة مع مدير العمل - في بداية حياتي العملية - التي أعماني فيها الغضب عن إبصار الصواب ودفعني إلى اتخاذ قرار كان يمكن أن أندم عليه طويلا لولا أن تغمدني الله برحمة من عنده.. هذه التجربة صارت سببا في قدرتي بعد ذلك على التحكم في غضبي بحيث لا أتخذ قرارا خلاله أبدا..!

صحيح أن تلك الأسباب اختلفت في قوتها..
لكنها اتفقت - بلا ريب - في تأثيرها عليّ...
كانت جميعها بمثابة قنابل ألقِيت على حياتي؛ فسببت فيها ما يمكن أن أسميه: "فوضى خلاقة"..!!


* * * * *

وأنت...
ألا تشاركنا بقنابل من حياتك؟!!