السبت، أكتوبر 30، 2010

38 مصطلحات شائعة(8): الدِّكْتاتورية

ما زلنا مع الأنواع المختلفة لأنظمة الحكم.. ومع النموذج الرابع...


الدِّكْتاتورية  Dictatorship



الكلمة مشتقة من الفعل dictate في الإنجليزية بمعنى يُملي أو يأمر.. ويرجع أصل المصطلح - تاريخيا - إلى العهد الروماني القديم؛ حيث جرى العرف على قيام أعضاء مجلس الشيوخ في وقت الأزمات القومية (السياسية أو العسكرية) باختيار أحد القضاة ومنحه سلطات واسعة وغير محدودة طوال فترة الأزمة، وكان هذا القاضي يطلق عليه اسم "دكتاتور"؛ أي أن "الدكتاتورية" - في الأساس - كانت منصبا يتم توليه من قبل ممثلي الشعب.

لكن المصطلح يشير - في الاستعمال الحديث - إلى نظام الحكم الذي تكون فيه السلطة والقوة بيد فرد أو حزب أو مجلس بالشكل الذي يجعله يسيطر سيطرة تامة على الدولة؛ فيقرر منفردا كل التحركات والقرارات السياسية، دون الالتزام بموافقة المحكومين، ومع عدم كفالة الحقوق والحريات العامة لهم، كما أن هذا الأسلوب قد ينسحب أحيانا لتتشكل به طريقة حياة مجتمع ما..!

ومن أهم سمات النظم "الدكتاتورية" - وفق المفهوم الحديث -:
* قَصْر ممارسة السلطة على أشخاص محددين وإلغاء كافة المؤسسات (السياسية والاجتماعية) التي يمكن أن تشكل منافسا لمن هم في السلطة.
* إلغاء أو إهمال القاعدة التشريعية؛ فعادة ما يُلغى الدستور في مثل هذه النظم ويحل محله قوانين جديدة تخدم الطبقة الحاكمة فقط.
* سيطرة الانفعالية والاندفاعية على عملية صنع القرار.
* إلغـاء أو تقييـد الحريات المدنية.
* استخدام وسائل استبدادية - بداية من التخويف إلى الإرهاب والقمع بالأجهزة الأمنية - لتحقيق التحكم السياسي والاجتماعي.
* السيطرة على وسائل الإعلام وتحويلها إلى بوق للدعاية لصالح النظام.

وفي الفترة ما بين الحربين العالميتين ظهر عدد من الأنظمة السياسية التي وصفها الليبراليون بالأنظمة "الدكتاتورية" (رغم اتصافها ببعض الصفات الأصلية للمصطلح فقط) (1) مثل: الأنظمة "الفاشية" في (إيطاليا) و(ألمانيا)، والنظام "الشيوعي" في (الاتحاد السوفييتي) السابق. كما يرى الليبراليون أن "الدكتاتورية" - فيما بعد انتهاء "الحرب العالمية الثانية" - أصبحت ملمحا بارزا في العديد من دول "العالم الثالث" حديثة الاستقلال والتي غلب على أشكال الحكم في معظمها الطابع العسكري الانقلابي مع غياب الاستقرار السياسي.
______________
(1) ربما كان تكرار مثل هذا الوصف من قِبَل الليبراليين هو الذي أدى إلى تحويل المصطلح من معناه الأصلي إلى معناه السلبي الشائع!

* * * * *

ضيوفي الأعزاء.. ما زال باب التقييم مفتوحا

السبت، أكتوبر 23، 2010

28 ومضات(11): التعبد.. مع صديقتي (ولسون)..!!

ومضات(11)
"هي خواطر تأتيني فجأة.. فكان لزاما علي اصطيادها وتدوينها.. قبل أن ترحل - أيضا - فجأة!"
______________

التعبد.. مع صديقتي (ولسون)..!!


كنت أركب سيارتي الحبيبة (1) عندما ذكَّرْتُ مرافقي - الشاب الصغير - بدعاء الركوب، قبل أن يسألني فجأة:
- لماذا ندعو بهذا الدعاء؟
أجبته مبتسما بدهشة:
- لأنه من السنن الصحيحة التي وردت عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-!!
اكتشف أنه لم يعبر بدقة عما يريده؛ فأعاد سؤاله بطريقة أخرى:
- أقصد ما فائدته؟
ابتسمت ثانية وأنا أقول:
- تقصد ما الفضل المترتب عليه؟
ولم أنتظر إجابته، بل أردفت معتقدا أني فهمت مقصده:
- في الحقيقة لم أقرأ في السنة فضلا أو أجرا يترتب عليه، لكن على الأقل هناك أجر اتباع السنة..
ظل يرقبني صامتا، مما أعطاني انطباعا بأن شيئا ما ليس على ما يرام؛ فأتبعت موضحا:
- إن الأصل في تعاملنا مع أوامر شرعنا هو الطاعة والاتباع.. بغض النظر عن الحكمة أو الفائدة أو الأجر المترتب على هذه الطاعة.. فإذا أوضح لنا الله ورسوله الحِكمَة من الحُكم الشرعي، أو كشف لنا العلم الحديث فائدة ما من اتباع هذا الحُكم فبها ونعمت، وهو مما يزيدنا إيمانا ويقينا بحب الله لنا وبفضله علينا.. ومن ثم فإن امتناعنا - مثلا - عن أكل لحم الخنزير أو عن شرب الخمر يجب أن يكون بسبب النهي الشرعي عن ذلك، وليس من أجل أضرارهما الصحية التي كشفها الطب الحديث...!
بدا بعض الارتياح على ملامحه، إلا أن عينيه كانتا تحملان سؤالا أخيرا.. كنتُ أعرفه لأنه تبادر إلــيَّ أيضا منذ زمن بعيد:
- أنت تريد أن تسأل: هل قول هذا الدعاء يقي من الحوادث؟
أومأ برأسه إيجابا، فقلتُ له:
- لا.. هو ليس حجابا ضد الحوادث إن كنتَ تظن ذلك.. لكن يكفيك -كما أخبرتك- اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-..

كنا في هذه اللحظة قد وصلنا إلى وجهته، فترجل من السيارة، لأنطلق بها وقد أضاء حوارنا - الذي كان من طرف واحد تقريبا - هذه الومضة الجديدة بداخلي...

* * * * *

راح عقلي يدور هنا وهناك متأملا في ذلك الدعاء.. أخذت أسترجعه وأردده بلساني محاولا التوقف عن كل لفظ فيه...
وكالعادة.. اكتشفت أننا نلهث.. طوال اليوم نلهث.. مشاغل الحياة تدفعنا إلى ذلك.. ولو أننا سمحنا لأنفسنا بالتوقف للحظات -فقط لحظات يوميا!- نقوم خلالها بالعبادة المنسية... عبادة التفكر (أو ما نسميه: التأمل)، لتكشَّفت لنا الكثير والكثير من الأمور..!!

ورحتُ أتأمل من جديد قولَه تعالى: "لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ" [الزخرف: 13].. وأنا أسترجع سؤال محدثي: ما فائدة هذا الدعاء؟!
نعم اتفقنا أنه - بلا شك - ذا فائدة.. لكن ما هي؟!
وكم من فوائد تجلت لي بعد هذه اللحظات...
عندما أردد هذا الدعاء.. فأنا - قبل كل شيء - أرطب لساني بذكر الله..
عندما أردد هذه الكلمات أربط أحداث يومي باستمرار بالله - عز وجل -؛ فأستشعر مَعِـــيَّـــتَــه الدائمة لي ولا أنساه في زحام الحياة..
عندما أرددها أُرجع الحول والقوة له وحده - جل شأنه-؛ فلا أغتر عندما أجدني قادرا على تحريك طِـــنَّـــين من الحديد بضغطة قدم بسيطة...!!
وكم من غرور قد يركبنا -نحن البشر- من جراء ذلك، خاصة بعد أن انتقلنا من إخضاع الخيل والبغال والحمير إلى إخضاع السفن والسيارات والطائرات حتى وصلنا إلى تسيير مركبات الفضاء إلى الكواكب البعيدة..!!!

لهذا - تجدني تحت تأثير تلك اللحظات العميقة من التأمل بل سحرها - قد توقفت إلى جانب الطريق، وترجلت بدوري من السيارة، ثم رحتُ أدور حول صديقتي العزيزة وأنا أمسح برفق على جسمها المعدني، وأتلمس إطاراتها السميكة، ثم فتحت غطاءها الأمامي، وأخذت أتفحص الكم الهائل من التروس والقوائم والاسطوانات التي يتكون منها محركها (وكأنني أراه لأول مرة!)...
وأخذت أناجيها...
يا لكِ من كائن معقد.. بل شديد التعقيد.. كيف سخركِ الله لي؟!
يا لهذه القدرة العجيبة التي منحها الله -عز وجل- للعقل البشري ليُخضع عملاقا معدنيا مثلك!!

ثم عندما تمعنتُ تحديدا في قوله تعالى: "الذي سخر لنا هذا".. عدتُ أتساءل:
هل ما سُخِّرَ لنا هو فقط هذا الحديد...؟
لا أظن.. لأننا قبل أن نقدر على تسيير هذا الحديد لا بد لنا أولا أن نتعامل مع عشرات - بل مئات - من قوانين الطبيعة ونسخرها لاحتياجاتنا...
قوانين الاحتكاك..
والقصور الذاتي..
والجاذبية..
والطرد المركزي..
وتحولات الطاقة..
بالإضافة إلى قوانين الضغط والحرارة والحجم..
وقوانين السوائل..
ونقل الحركة..
وقوانين الكهرباء..
وقوانين القوة والعزم...!!!

* * * * *

هل جننتُ..؟!
لا.. بل هي لحظة نادرة من الصفاء النفسي الذي يجعلك تتوحد مع مخلوقات الكون من حولك.. الحي منها والجماد على السواء..!
حتى لتكاد ترى خضوعها وتسمع أصوات تسبيحها لخالقها لا بأذنيك.. بل بقلبك الذي صَدَّقَ قول ربه: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده" [الإسراء:44]..!
ونصيحتي لك.. إذا مَـــنَّ الله عليك بمثله هذه اللحظات فاقتنصها ولا تفلتها.. فقد تعادل - إن أثمرت وَجَلا في قلبك - عبادة يوم كامل.. أو أيام!!!
والله تعالى أعلى وأعلم..!
___________
(1) الآن تعرفون لماذا سميتها (ولسون)!

الخميس، أكتوبر 21، 2010

23 مصطلحات شائعة(7): الأوتوقراطية

ما زلنا مع الأنواع المختلفة لأنظمة الحكم.. ومع النموذج الثالث...

الأوتوقراطية Autocracy



المصطلح مشتق من كلمة يونانية تعني (الحكم الذاتي) وتُترجم أيضا بمعنى (حكم الفرد)، وهي شكل من أشكال الحكم، تتركز فيه السلطة في يد شخص واحد دون أن يحده شيء. ولا يعني هذا - بالضرورة - غياب القوانين والدساتير في هذا النظام، ولكن يعني قدرة "الحاكم الأوتوقراطي" - من الناحية الواقعية - على تخطي القوانين والدساتير حتى في حالة وجودها، وذلك لعدم وجود آلية خاصة في النظام قادرة على فرض القوانين وإجباره على احترامها.
وقد يكون حكم هذا الشخص استبدادياً ، وعادة ما يصل الحاكم - في هذا النوع من الحكم - عن طريق الوراثة أو القوة العسكرية، أو الثورات، وتتشابه "الأوتوقراطية" في تلك الخصائص - إلى حد كبير - مع نظام "الحكم المطلق"(1)..
وفي المقابل تختلف عن "الديكتاتورية"(2) في كون السلطة في "الأوتوقراطية" تخضع لولاء الرعية، بينما في "الدكتاتورية" فإن المحكومين يخضعون للسلطة بدافع الخوف وحده.
_____________
(1) نظام "الحكم المطلق" أيضا فيه القدرة على تجاوز القوانين، لكنه قد يتمثل في فرد (كما في حالتنا هنا)، أو في حزب ( كما في نظام الديمقراطية المركزية)، أو في منصب (كما في نظام الملكية المطلقة).. بمعنى أنه يشمل عدة صور فرعية من أنظمة الحكم، أحدها (النظام الأوتوقراطي).
(2) المصطلح القادم بإذن الله.. ولا تتوقع أنك تعرفه، لأنك غالبا ستفاجأ بالمعنى الحقيقي له!!

الاثنين، أكتوبر 18، 2010

23 مذكرات طالب حيوان(2): تأثير الفراشة..!

(2) تأثير الفراشة




تأثير الفراشة Butterfly Effect هو تعبير لنظرية فيزيائية ابتكرها (إدوارد لورينتز) عام 1963م تفسر الظواهر والتأثيرات المتواترة التى تنتج عن حدث أول بسيط، لكنه يُوَلِّد سلسلة من النتائج والتطورات التى يفوق حجمها بمراحل حدث البداية، وهو ما عبر عنه مفسرو النظرية بمثال شهير يقول أن رفَّـــة جناحَيْ فراشة في الصين قد يتسبب عنه فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا..!


لماذا ذكرتُ تأثير الفراشة هنا؟ لأنه أول ما يتبادر إلى ذهني كلما تذكرتُ سبب التحاقي بكلية العلوم.. كان حدثا صغيرا عارضا، لكنه وجَّهَ حياتي في مسار أدى إلى نتائج كانت ستتغير للغاية لولا ذلك الحدث...

كانت نتيجة الثانوية العامة قد ظهرت، وكان مجموعي لا يؤهلني للالتحاق بقسم العمارة في كلية الفنون الجميلة، أو كلية الفنون التطبيقية، حيث كان يحتاج إلى مجموع مرتفع يوازي كليات الهندسة..
المهم أن كلية العلوم كانت إحدى الخيارات المطروحة أمامي، لكني نُصِحتُ بعدم ارتيادها لأن خريجيها لا يحصلون على عمل بسهولة في دولة لا تقدِّر البحث العلمي.. "ولكني أعشق البحث العلمي؛ لذا سألتحق بكلية العلوم، وأتخصص في علم الحيوان الذي أحبه كحبي للرسم، حتى لو لم يكن له مكان في سوق العمل".. كان هذا التفكير العاطفي - الناتج عن الإحباط - هو الغالب عليَّ في تلك الأثناء.. لقد ضاعت مني فرصة دراسة الفنون، فلأدرس إذن ما أحب.. وهو طبعا تفكير غير سليم لا أنصح به طلاب الثانوية العامة لعدم واقعيته، وأنصحهم باستشارة من هم أكثر خبرة..

وظللت في حيرة شديدة لعدة أيام، هل أستمع إلى صوت العقل وألتحق بكلية عملية مثل الزراعة (رغم أني أكره دراسة علم النبات)، أم أستمع إلى صوت العاطفة وألتحق بكلية العلوم لدراسة علم الحيوان الذي أحبه مثل الفنون (رغم سمعته السيئة للغاية في سوق العمل)..؟!!!
كانت الكفتان متساويتان بداخلي، وليس لدي ما يرجح إحداهما على الأخرى... حتى حدث ذلك الحدث الصغير؛ الذي وجه مسار حياتي فيما يشبه تأثير الفراشة..!

كنت في زيارة لصديق، فوقعت عيناي على كتاب في مكتبته (ومشهد أي مكتبة له قوة المغناطيس على عيني!).. جذبني موضوع الكتاب إضافة إلى إخراجه المتميز، وصوره المبدعة، كان عن رحلة عالِم الحيوان (تشارلز داروين) حول العالم التي دامت خمس سنوات على متن السفينة (بيجل)، وعن منهجه في البحث العلمي وتدوينه للملاحظات العلمية حول الأحياء المتنوعة التي أدت إلى وضعه لنظرية التطور ومبدأ الانتخاب الطبيعي حول نشأة الإنسان.
كان أسلوب الكتاب ممتع جدا؛ فطَرَقَ على الجانب العاطفي لدي ورجحه بكل قوة؛ فقررت أن أسلك طريق البحث العلمي الذي أعشقه؛ لأكتشف الجديد والجديد مما استغلق علينا في عالم الحيوان، وهو ما كنتُ أتصور - بكل سذاجة - أن كلية العلوم ستوفره لي...!!!!

والتحقتُ بكلية العلوم وعيني مركزة منذ البداية على قسم الأحياء Biology الذي يمكنني التخصص من خلاله في دراسة علم الحيوان Zoology..
ولك أن تتصور مدى بُعد الهوة بين ما تصورته وتمنيته عن متعة البحث العلمي، وبين ما وجدتُه في عالم الواقع.. وهو ما سأتحدث عنه -بإذن الله في مرات لاحقة-..!!

واليوم - بعد كل تلك السنين - ما زلت أتساءل: ماذا لو لم تلمح عيناي ذلك الكتاب عند صديقي في ذلك اليوم؟ هل كنت سألتحق بكلية العلوم؟ وبالتالي هل كنت سأجد صعوبة في سوق العمل مما يجعلني أسافر للعمل في الخارج؟ وبالتالي هل كانت ستتغير طريقة اختياري لزوجتي؟ وماذا عن كل تلك الأحداث المتعاقبة والمتشعبة الناتجة عن علاقات الكلية والعمل والزواج..؟!!
... يالَتأثير الفراشة الذي يدير الرأس!!!

* * * * *

هذه قصة الالتحاق بالكلية..
فماذا وجدتُ داخل ذلك الصرح المهيب..؟
وما سبب ظاهرة (الهروب الكبير) التي تحدث في الشهر الأول من الدراسة.. والتي تتميز بها كلية العلوم عن سائر الكليات...؟!!
بالتأكيد لهذا حديث آخر..
دمتم سالمين.

الجمعة، أكتوبر 15، 2010

33 مذكرات طالب حيوان(1): مقدمة لازمة..!

(1) مقدمة لازمة

طبعا كان واضحا من بانر الإعلان أن هذه السلسلة هي مذكراتي في كلية العلوم.. وكنت أريد أن أتحدث - في الحلقة الأولى - عما قبل دخول كلية العلوم..
عن السبب في وقوعي في مستنقعها اللذيذ..!

لكنك - لا بد - تريد مني أن أفسر لك العنوان..!
الموضوع ببساطة أن هذه مذكرات.. وهي تخص طالب حيوان.. ظننت ذلك واضحا!!
تسألني: ومن المقصود بـ(طالب حيوان)؟
طبعا أنا المقصود بذلك.. ظننت ذلك مفهوما!!

تسألني من جديد: ولماذا أطلقتَ على نفسك هذا الاسم؟
سبحان الله..! بالتأكيد لأنني بالفعل طالب حيوان.. ظننت ذلك لا يحتاج إلى تفسير!!

الآن أرى أن البعض بدأ يفكر في خنقي!!
لذا - إيثارا للسلامة - سأفسر الأمور أكثر...
الحكاية أننا في الكلية كنا نحضر- من حين لآخر - بعض الفعاليات والأنشطة بالمشاركة مع طلاب من كليات أخرى، وكنا - بطبيعة الحال - نتعارف فيما بيننا؛ فكان كل طالب يعرفنا بنفسه ذاكرا اسمه واسم كليته.. لكن بما أن كليتنا عديدة الأقسام، فكان كل منا يذكر اسمه واسم القسم الذي ينتمي إليه..
فبينما يقدم الآخرون أنفسهم هكذا: محمد علي - تجارة، إبراهيم عبد الله - إعلام....
كنا نحن نقدم أنفسنا هكذا: كريم أحمد - كيمياء، ربيع عامر - جيولوجيا، .... ماجد القاضي - حيوان..!!!
كانت الكلمة تخرج مني تلقائية؛ فقد تعودنا في الكلية على ذلك، وهي لا تثير دهشة أو ضحك طالب العلوم.. لكن عندما يكون من الحاضرين طلاب من كليات أخرى كانت الضحكات تتعالى..!!
أظن أن الأمور الآن صارت واضحة.. فكما أن هناك مذكرات طالب تجارة.. ومذكرات طالب حقوق.. فهذه مذكرات طالب حيوان..!

* * * * *
لكن.. لماذا التحقتُ بكلية العلوم.. ذلك الصرح ذي الطراز الإنجليزي العتيق؟
وكيف صرتُ طالبا في قسم علوم الحيوان..؟
وما حكاية (تأثير الفراشة) معي؟
لهذا حديث آخر...

الخميس، أكتوبر 14، 2010

6 مصطلحات شائعة(6): البلوتوقراطية

ما زلنا مع الأنواع المختلفة لأنظمة الحكم...

البلوتوقراطية Plutocracy


مصطلح يعني (الحكم عن طريق الثروة)، ويترجم أحيانا إلى (حكومة الأغنياء)؛ والمقصود به نظام الحكم الذي تكون مؤسساته السياسية مبنية ومخططة بصورة لا تسمح بالوصول إلى مناصب الحكم والسلطة إلا للأفراد الذين يمتلكون ثروات ضخمة؛ حيث يحتاج الراغب في منصب الحكم إلى إنفاق أموال طائلة إما للوصول إلى المنصب، أو للاحتفاظ به (بعد الوصول إليه)، وهذا لا يعني - بالضرورة - أن المنصب في حد ذاته يصبح مصدرا لتكوين ثروة.

ويعتبر نظام الحكم الأمريكي أقرب النماذج إلى "البلوتوقراطية"؛ فطبيعة عملية الانتخابات الرئاسية في (الولايات المتحدة) تفرض على المرشحين الراغبين بجدية في المنصب أن ينفقوا أموالا طائلة -ولفترة غير قصيرة من الزمن- في الحملات الانتخابية التي تتضمن عقد المؤتمرات الصحفية، واستئجار الوقت من الشبكات التلفزيونية، والسفر من ولاية إلى ولاية، وغير ذلك من أساليب دعائية؛ حيث تكون تلك الوسائل الأداة الوحيدة للتأثير على الناخبين ومحاولة كسب أصواتهم الانتخابية.
ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي الحالي (باراك أوباما) كان الاستثناء الأول لهذه القاعدة..!
* * * * *
غدا -بإذن الله- أولى حلقات...
مذكرات طالب حيوان..!
* * * * *

الثلاثاء، أكتوبر 12، 2010

24 فلاش باك(7): وقلت لها: I love you..!

فلاش باك (7)
"بما أن لا شيء يضيع مما تسجله عقولنا: كل صورة.. كل كلمة.. كل رائحة.. كل موقف.. فلأمد يدي إذن وألتقط الملف المطلوب عرضه في هذه الزاوية.. زاوية Flashback"
________________

وقلت لها: I love you..!



اليوم أتبع طقسا جديدا في المدونة.. وهو استضافة أحد الأصدقاء المدونين عبر إدراج موضوعه.. تعرفون أني لم أحب (المواضيع المنقولة) قط.. لكن هذا استثناء من أجل التغيير؛ فربما مللتم قلمي.. فضلا عن أن ضيفي - أو للدقة ضيفتي - هي شخصية ذات مكانة خاصة في حياتي.. أليست تتقاسم كل شيء معي..؟ الذكريات.. الأفراح.. الأحزان.. القراءات... الأسرار!!!
لا بد إذن أن تكون لها تلك المكانة.. رغم الغربة التي تفرقنا معظم شهور العام...!
هل تعرفتم عليها من قبل؟... لا؟ إذن أنصحكم أولا بالرجوع إلى الماضي مع هذا الرابط.. ثم العودة إلى المستقبل لنتابع هذا الموضوع..
* * * * *
بما أن هذه التدوينة في زاوية فلاش باك، فهي إذن تحمل إحدى ذكرياتي .. ولكن ضيفتنا (د.نسرين القاضي) كانت قد سبقتني بتدوين تلك الذكرى منذ ما يزيد عن العام في مدونتها (خنجر الحرف).. ولأني لم أكن لأضيف شيئا عما ذكرته تقريبا، أردت أن أدعها هي تسرد هذه الذكرى المشتركة...
لذا فكل ما سيأتي لاحقا هو من وجهة نظرها وبكلماتها وبمشاعرها...
* * * * *
قال لى: (آى لاف يو)!!
منذ عدة أيام شعرتُ باختناق شديد وبلهفة لأخى العزيز ماجد.. وكان الوقت قد تأخر.. وشعرت بموجة من اللهفة تغزونى حتى أننى لم أطق الانتظار حتى اليوم التالى كي أتصل به.. فاكتفيت برنة بسيطة على تليفونه المحمول، فإذا به يرد عليَّ بسرعة برسالة قائلا: بحبك.. وحشتيني!!
وكأنه يقول لى أشعر بما تشعرين به!!
ابتسمت وسالت دموعي..
وهى ليست المرة الأولى التي تحدث فيها هذه المواقف العجيبة.. والتى تدل على تواصل روحي بيني وبينه لا أجد له تفسيرا إلى الآن؛ فمنذ سنتين كنتُ أفكر فيه فى أمر ما، وظل قلبى يدق بعنف حتى أنني لم أطق انتظارا وأرسلت له برسالة، وإذا به بعدها بساعتين يقول لي أنه في نفس التوقيت بالظبط وبدون إنذار شعر وهو على سريره قبيل النوم برغبة ملحة فى أن يسمع صوتي وتقريبا بنفس الشعور الذى شعرت به تجاهه!!
والمواقف التي تبرز الرابط الوثيق بين روحينا كثيرة؛ لذا عبرتُ عنها فى إحدى خواطري القديمة تحت عنوان :"مني إليك!!".. كتبت فيها:

أحببتك حبا ملك على جوانحي
بادلتنى مثله وأشد
تعجب منه الكثيرون
فيتساءلون: إنكما مجرد .............!!!
فنتبادل النظرات ونبتسم!!
لا يفهمون!!!
* * *
انهالت عليَّ الأزمات
ولا أتكلم!!
يتساءل الجميع ما بها؟؟!
لا أتكلم!!
تنظر إليَّ بعمق
تجذب كل أفكاري إليك
تذوب أحزاني فى عينيك
تقول لهم: دعوها
لقد فهِمْت
فيتعجبون
ويتساءلون: إنكما مجرد..............!!!
فنتبادل النظرات ونبتسم!!
لا يفهمون!!!
* * *
مات أبي
جئتَ إليَّ مسرعا
ضممتني إليك
قلتَ لي: ما أتيت إلا من أجلك
فقط من أجلك
فيتعجبون
ويتساءلون: إنكما مجرد...............!!
فنتبادل النظرات ونبتسم!!
لا يفهمون
* * *
مضى الزمان واختفى المكان
ما عدتُ أنا
ولا عدتَ أنت
ولا زلنا على العهد
فيتعجبون
ويتساءلون: إنكما مجرد... أخوين!!
فنتبادل النظرات ونبتسم!!
الآن يفهمون!!
* * *
إهداء لأخي ماجد.. وحشتني قوي..!

الاثنين، أكتوبر 11، 2010

21 فلاش باك(6): موقف لا أحسد عليه..!

فلاش باك (6)
"بما أن لا شيء يضيع مما تسجله عقولنا: كل صورة.. كل كلمة.. كل رائحة.. كل موقف.. فلأمد يدي إذن وألتقط الملف المطلوب عرضه في هذه الزاوية.. زاوية Flashback".
________________
موقف لا أحسد عليه..!

تعودتُ تشغيل بعض الأناشيد كخلفية لوعيي أثناء العمل.. وإن لم أكن مشغولا بعمل كتابي يستدعي التركيز الذهني أشغِّل إحدى المحاضرات الهادفة...وفي ذلك اليوم كنتُ أجلس بمفردي عندما دخل الغرفة بهدوئه المعتاد.. لكن هذه المرة كان يحمل هَمًّا كبيرا رأيتُه واضحا في عينيه..
لقد تعودتُ أن أقرأ الكثير من نظراته؛ حيث كان قليل الكلام كثير الصمت.. على عكسي تماما...!
احترمتُ صمته لفترة لعله يفضي إليّ بما يعتمل في صدره، لكن الصمت طال، وتنهداته الحارة الثقيلة تقطعه من حين لآخر..!
قررت المبادرة.. فسألته عما به؛ لعلي أقدر على مساعدته، وإن لم يكن فلأخفف عنه بالاستماع إليه... لكنه اكتفى بابتسامة صامتة تقول أن كل شيء على ما يرام..!إ لا أن هذه الابتسامة نفسها أخبرتني بأن أمرا جللا يهز حياته.. كدتُ أقسم على ذلك...!
ليس من شيمي تدخلي فيما لا يعنيني، ولو أن الموقف كان مع شخص آخر لتركته وشأنه.. لكني كنت أحبه بصدق، ويثقل عليّ أن أستمر في عملي ببساطة وهو في هذه الحال..!!
لذا حاولت الولوج إلى سريرته والتخفيف عنه بطريقة غير مباشرة؛ فشغَّلتُ أحد أناشيد الرقائق التي تتحدث عن فناء هذه الدنيا، وأنه ليس هناك ما يستحق الحزن عليه إن فات.. وأن على المرء الاهتمام بالآخرة لأن الراحة الحقيقية لن تكون إلا في الجنة... كانت الكلمات رائعة واللحن شجي وصوت المنشد الشهير رخيم عذب...
رأيتُ في عينيه تأثرا.. وحسِبتُ للحظة أنني أصبتُ الهدف، فتقدمت خطوة أخرى.. ورحتُ أحدثه - بلهجة الخبير الذي عرك الحياة وعركته - عن المصائب التي تبدأ كبيرة وتصغر مع الأيام.. وعن الفرص التي إن ضاعت - مهما كانت عظيمة - فإن غيرها تأتي لا محالة.. وعن الصحة التي ما دمنا نتمتع بها فإن كل بلوى تهون..!!!
كل ذلك وهو يستمع إليّ دون أن ينبس ببنت شَفَة..!
وفجأة دق جرس الحصة؛ فاضطررتُ لأن أتركه، واستأذنته على وعد بأن نكمل حديثنا بعد انتهائي من حصتي...!!!!
في اليوم التالي لم يأتِ إلى المدرسة، وعرفتُ أنه في إجازة لأجل غير مسمى..!
* * * * *
مر شهر كامل ونحن نعوده في المستشفى.. كان خلالها يذبل تدريجيا من أثر السرطان.. ثم سافر - بعد إلحاح من الأطباء - إلى الوطن.. ليموت بعد عودته بيوم واحد...!ا
الكل بكى على فراقه.. لكن بكائي كان يحمل طابعا آخر.. طابعا من الحزن الممزوج بالمرارة وتأنيب الضمير....!
ففي جلستنا تلك... كان الطبيب قد أنبأه لتوه بمصيره...!!!
كان درسا قاسيا للغاية علمتنيه الحياة..
بل صفعة تذرف لها دموعي حتى الآن كلما تذكرتها...!!
فقط .... أريد أن أتأسف له..!!

الجمعة، أكتوبر 08، 2010

14 مصطلحات شائعة(4): الأرستقراطية

بعد أن تكلمنا عن الطبقة الدنيا (البروليتاريا) والطبقة الوسطى (البرجوازية).. لزم أن نتحدث هذه المرة عن الطبقة العليا أو طبقة النخبة..
* * * * *
الأرستقراطية Aristocracy


مصطلح مشتق من الكلمتين الإغريقيتين أرستو Aristo بمعنى الأحسن، وكراتوس Cratos بمعنى السلطة، أي: حكومة الأفضل أو الأحسن.. ويعني ذلك أن الحكومة السياسية التي تتولى الحكم تتكون من الطبقة الاجتماعية التي قوامها النبلاء والأشراف وأصحاب الامتيازات الخاصة كالمال والجاه والمراكز الاجتماعية التي يتوارثونها أبا عن جد.
وتختلف هذه الامتيازات باختلاف الأزمنة والدول؛ إذ كانت قائمة في العصور القديمة على الحكمة والمعرفة.. كما في "جمهورية أفلاطون"، بينما كانت قائمة على ملكية الأراضي الشاسعة منذ القرون الوسطى، كما في "النظام الإقطاعي" قديما، والنظم الرأسمالية حاليا.. وفي النظام النازي الألماني كانت تقوم الأرستقراطية على العِرق، وفي النظم الملكية تقوم الأرستقراطية على كرامة المنبت (كأبناء النبلاء وأفراد العائلات المالكة).
ومن جهة أخرى تنسحب "الأرستقراطية" على عدد من المصطلحات؛ مثل: "أرستقراطية العلم" أو "أرستقراطية المال" وذلك عند توظيفهما في خدمة الطبقة الممتازة - أو طبقة النخبة -، أما الأدب أو الفن أو الفكر فيوصف كل منهم بالأرستقراطي عندما يهتم بالموضوعات المترفة البعيدة عن هموم الناس.

الخميس، أكتوبر 07، 2010

15 مصطلحات شائعة(3): البروليتاريا

البروليتاريا Proletariat





كلمة رومانية الأصل كانوا يعنون بها: المواطن المعدم الذي لا يخدم الدولة إلا بكثرة الإنجاب.
وحديثا أطلق الاشتراكيون(1) مصطلح طبقة "البروليتاريا" على الطبقة العاملة وهم طبقة الكادحين الذين يُستأجَرون للعمل بأجور زهيدة، من فلاحين وعمال وصناع، وهذه الطبقة تعد نقيضا للطبقة "البرجوازية".
كما أنها إحدى الطبقتين اللتين يقول "الاشتراكيون" أن التطور الصناعي أدى إلى وجودهما؛ وهما: طبقة العمال وطبقة الرأسماليين..
ويرى الاشتراكيون في مذهبهم أن طبقة العمال سيزداد عددها تدريجياً، بينما تبقى طبقة الرأسماليين مجرد أقلية ضئيلة، ثم سيؤدي النزاع بين الفريقين حتما إلى استيلاء العمال على رؤوس الأموال، وسيادة "الاشتراكية".
ولكن أثبتت الحقيقة التاريخية والواقع العملي خطأ هذا الرأي..!
_________
(1) نلاحظ أن معظم هذه التصنيفات الطبقية استخدمها الاشتراكيون بكثرة؛ لذا ليس هناك بد من الحديث لاحقا عن كل من "الاشتراكية" و"الرأسمالية"!

الاثنين، أكتوبر 04، 2010

16 مصطلحات شائعة (2): البرجوازية

بما أن أول إشارة للكتاب كانت في تدوينة (مثقفو فوزية البرجوازية).. فليكن لقاؤنا هذه المرة معها.. أقصد طبعا البرجوازية.. لا فوزية!!!!


* * * * *
البُرْجُوازية Bourgeoisie






كلمة فرنسية الأصل، معناها الحرفي: طبقة المواطنين المدنيين (ساكني المدن).
و"الطبقة البرجوازية" في الأساس هي الطبقة الاجتماعية الوسطى بين طبقة الأغنياء والعمال، التي نشأت في عصر النهضة الأوروبية بين كل من طبقة النبلاء وطبقة الزراع.
ثم تغيرت دلالة المصطلح؛ فصار يُقصَد به في عرف الاشتراكيين(1) - في القرن التاسع عشر - الطبقة التي تملك وسائل الإنتاج في النظام الرأسمالي(2)؛ ويعنون بها طبقة الملاك (وهم أصحاب رؤوس الأموال والمصانع والمتاجر)، وكذلك ذوو المهن الرفيعة (كالأطباء والمحامين والأساتذة... الخ)؛ لذا فهذه الطبقة توجد عادة في المجتمعات الصناعية.
والمصطلح نقيض "البروليتاريا"(3).
______________
(1) ربما نتحدث عن الاشتراكية لاحقا.
(2) إذا تحدثنا عن الاشتراكية فلا مفر من الحديث عن الرأسمالية.
(3) فلنجعل الحديث القادم عنها إذن!

الأحد، أكتوبر 03، 2010

17 مصطلحات شائعة (1): يوتوبيا

سأقدم في هذه السلسلة الجديدة بعض المصطلحات الشائعة كما وردت في كتابي (من باب فتح الشهية على حد قول أختنا LOLOCAT).. وبما أنها صاحبة الاقتراح، فقد رأيت أن أبدأ بالمصطلح الذي يمثل عنوان مدونتها (المدينة الفاضلة Utopia)...




اليوتوبيا Utopia





الكلمة هي تعريب للمصطلح الإنجليزي Utopia الذي هو مشتق من الأصل اليوناني ou بمعنى (ليس) وtopos بمعنى (مكان)؛ فيصبح المعنى اللغوي للمصطلح هو: لا يوجد في أي مكان، بينما يفضل الكثيرون ترجمتها إلى "المدينة الفاضلة".
ويعتبر الكاتب والسياسي (توماس مور) أول من استخدم المصطلح عام 1516م؛ ليعبر عن المجتمع المثالي الذي يبغيه. ومنذ ذلك الحين يستخدم مصطلح "يوتوبيا" من قِبَل الفلاسفة والمفكرين الاجتماعيين والروائيين للدلالة على بناء اجتماعي مثالي خالٍ من العنف والقهر والتملك إلى درجة تجعل إمكانية تحقُّقِه في الواقع بعيدة جدا؛ إن لم تكن مستحيلة.


ورغم اتفاق الفلاسفة على معالم المجتمعات المثالية بناء على ذلك المعنى "لليوتوبيا"، إلا أن الغايات من وراء كتاباتهم وتصوراتهم تنوعت؛ فحاول بعضهم - من خلال عرضه "لليوتوبيا" - أن يقدم اقتراحات وتصورات لما يجب أن تكون عليه الأوضاع السياسية في ذلك المجتمع دون اقتراح للوسائل التي يمكن أن تحقق تلك التصورات في الواقع العملي، على حين كتبت فئة أخرى عن "اليوتوبيا" بغرض نقد الأوضاع الموجودة في واقعهم.


ومن أشهر الكتابات الفلسفية التي دارت حول "اليوتوبيا": "الجمهورية" لـ(أفلاطون)، و"يوتوبيا" لـ(توماس مور)، و"أتلانتس الجديدة" لـ(فرنسيس بيكون)، و"عالم جديد شجاع" لـ(ألدوس هوكسلي).

وهناك مذاهب تضاد مذهب اليوتوبية - الذي يسميه البعض "الطوباوية"-.. من هذه المذهب المضادة "الواقعية السياسية" Political Realism الذي يرى في التفكير اليوتوبي علامة على عقل مريض يهرب من الواقع القائم إلى حلم مستحيل الحدوث، وكذلك "المذهب المحافظ" Conservatism الذي يرفض اليوتوبية لأنها محاولة للانسلاخ عن الأوضاع السائدة ولتحطيم البناء السياسي والاجتماعي القائم دون تقديم بديل حقيقي.

الجمعة، أكتوبر 01، 2010

21 عبارات هوليودية(7): للحقيقة وجوه عديدة..!

عبارات هوليودية(7) [تحـديـث]
"هي عبارات جذبتني؛ لأنها أوجزت حقيقة من حقائق حياتي التي أعيشها.. أو -على الأقل- مست شيئا ما بداخلي.. لكنها ليست عبارات مما قرأت، بل عبارات من... هوليوود"
_______________

للحقيقة وجوه عديدة..!
"لكل قصة ثلاثة جوانب: جانبك، وجانب الشخص الآخر.. وجانب الحقيقة!"
[البطلة لشبح المرأة التي خدعتها بقصة غير حقيقية لكي تساعدها، في فيلم: Voices]

كم رأيتُ صاحبَ حق يضيع حقُّه أمام من هو ألحن قولا وأبرع لسانا وأشدُّ بيانا..!

وكم شاهدتُ باطلا ينقلب حقا أمام حَكَمٍ غير منصف في الاستماع إلى طَرَفَيْ الخصومة..!

وكم طالعتُ من علاقات اجتماعية وثيقة العُرى ينفرط عِقْدُها في نزاع اعتقد كلا طرفيه أن زاوية رؤيته فقط هي التي يُرى الحق من خلالها..!

لذا أرجوك.. عندما تستمع إلى شكوى شخص بشأن شخص آخر، فاستمع إلى الآخر مهما بدا لك الأول صادقا ودقيقا في السرد.. فمع إحسان الظن بالآخرين - وهو المطلوب منا شرعا - افترض دائما أن كل شخص لا يروي الحقيقة.. بل يروي ما يعتقد أنه الحقيقة!

ويبقى عليك هنا الاجتهاد لاستخلاص ما تعتقد بدورك أنه... الحقيقة!