سأقدم في هذه السلسلة الجديدة بعض المصطلحات الشائعة كما وردت في كتابي (من باب فتح الشهية على حد قول أختنا LOLOCAT).. وبما أنها صاحبة الاقتراح، فقد رأيت أن أبدأ بالمصطلح الذي يمثل عنوان مدونتها (المدينة الفاضلة Utopia)...
اليوتوبيا Utopia
الكلمة هي تعريب للمصطلح الإنجليزي Utopia الذي هو مشتق من الأصل اليوناني ou بمعنى (ليس) وtopos بمعنى (مكان)؛ فيصبح المعنى اللغوي للمصطلح هو: لا يوجد في أي مكان، بينما يفضل الكثيرون ترجمتها إلى "المدينة الفاضلة".
ويعتبر الكاتب والسياسي (توماس مور) أول من استخدم المصطلح عام 1516م؛ ليعبر عن المجتمع المثالي الذي يبغيه. ومنذ ذلك الحين يستخدم مصطلح "يوتوبيا" من قِبَل الفلاسفة والمفكرين الاجتماعيين والروائيين للدلالة على بناء اجتماعي مثالي خالٍ من العنف والقهر والتملك إلى درجة تجعل إمكانية تحقُّقِه في الواقع بعيدة جدا؛ إن لم تكن مستحيلة.
ورغم اتفاق الفلاسفة على معالم المجتمعات المثالية بناء على ذلك المعنى "لليوتوبيا"، إلا أن الغايات من وراء كتاباتهم وتصوراتهم تنوعت؛ فحاول بعضهم - من خلال عرضه "لليوتوبيا" - أن يقدم اقتراحات وتصورات لما يجب أن تكون عليه الأوضاع السياسية في ذلك المجتمع دون اقتراح للوسائل التي يمكن أن تحقق تلك التصورات في الواقع العملي، على حين كتبت فئة أخرى عن "اليوتوبيا" بغرض نقد الأوضاع الموجودة في واقعهم.
ومن أشهر الكتابات الفلسفية التي دارت حول "اليوتوبيا": "الجمهورية" لـ(أفلاطون)، و"يوتوبيا" لـ(توماس مور)، و"أتلانتس الجديدة" لـ(فرنسيس بيكون)، و"عالم جديد شجاع" لـ(ألدوس هوكسلي).
وهناك مذاهب تضاد مذهب اليوتوبية - الذي يسميه البعض "الطوباوية"-.. من هذه المذهب المضادة "الواقعية السياسية" Political Realism الذي يرى في التفكير اليوتوبي علامة على عقل مريض يهرب من الواقع القائم إلى حلم مستحيل الحدوث، وكذلك "المذهب المحافظ" Conservatism الذي يرفض اليوتوبية لأنها محاولة للانسلاخ عن الأوضاع السائدة ولتحطيم البناء السياسي والاجتماعي القائم دون تقديم بديل حقيقي.
هناك 17 تعليقًا:
امممم ...
وهل دائما الاعراض عن السائد أمر خاطئ ؟؟ ... لا أوافقهم ...
و أما الواقعية ... أو ال
طوباوية ( على وزن طوبة :P ) أظن الأفضل تسميتهم السوداوية ... فهم يمنعون البشر حتى من التفكير والاحلام
وكم من أمور حدثت ... بعد سنين من طرح فكرتها ... وعلى أناس معجبين بأفكار ... حتى من طرحها كان يظن إستحالتها :)
أعرف بأنني خرجت عن الموضوع :) ... ولكن ... أعجبني حقاً ... اللامكان ... سيصبح إن شاء الله تعالى في يوم ما ... كل مكان :) ...
دمت بحفظ الرحمن و بانتظار جديدك أخي
جزاكم الله خيرا على المعلومة
أول مرة اعرف معنى "يوتوبيا" ببساطة كدة تخلينى ممكن أقوله لوحدى:)
السلام عليكم ورحمة الله
اولا بجد اشكرك كتير على اهتمامك باقتراحى ولو دل على شىء يدل على رقى تصرفك واهتمامك بكلام الاصدقاء جزاك الله خيرا
اما عن اليوتوبيا( فيتوبيتى )انا موجودة بس محتاجة شوية تعديل
المدينة الفاضلة لكل انسان يقدر يذهب اليها وقتما شاء على قدر فكره وثقافته وميوله
يتوبيتى استاذى العزيز واخى الكريم هى المدينة الفاضلة الوحيدة فى الكون (مدينة الاسلام والاخلاق )
كانت موجودة بالفعل من 1400 سنة بس عوامل الزمن والطبيعة غطت معالمها شوية بس ببعض الترميم والاصرار للوصول هنلاقيها كلنا ان شاء الله لانها اسا موجودة فى قلب كل مسلم وجذورها واضحة للجميع
حقيقى موضوعك لمس قلبى وروحى كتير اشكرك اشكرك اشكرك
يارب يحقق للجميع الوصول للفضيلة
تحياتى وكل التقدير ودعاء بالتوفيق فى كتابك الرائع
ماجد
ايه الجمال ده ...
""""""
لن ينقطع ولن يخفت سعى الانسان لبلوغ
غايته فى الوصول الى الارقى والافضل والاحسن والاكمل ...ولن يغيب الحلم
بالمدينة الفاضلة
شكرا ع المعلومات الطيبة
دام عطاؤك
تحياتى
الاخ ماجد
بجد مجهود رائع وجيد أدعوا الله لك بالتوفيق لكي تزيدنا من مجهودك الرائع
بالنسبة للاخت لولو كات
بجد أنا كنت هائم وسرحان في المدينة الفاضلة وقربت من التصديق أنها حلم وخيال وهروب من الواقع ...
ولقد أيقظني كلامك الجميل بأن المدينة الفاضلة فعلا موجودة في تعاليم الاسلام
ولقد تم تطبيقها فعلا علي ارض الواقع في عهد الرعيل الاول وهم بشر مثلنا أذا من الممكن أن تظهر مرة أخرى
شكرا لك
وتحياتي للاخ ماجد
جميله اوى المعلومة
شكرا ياستاذ ماجد عليها
تحياتي
قطرة وفا :
بالعكس أنت تحدثتِ في لب الموضوع.. فعلا الرافضين لليوتوبيا كانوا بين رافض لمبدأ التغيير من حيث المبدأ ورافض للتغيير الرومانسي القائم على الأحلام غير الواقعية...
بالمناسبة (طوباوية) لفظ آخر ليوتوبية تأتي من كتابتها يوطوبيا وليست المقصود بها اسم المذهب الرافض...
شكرا لك تعليقك المثمر... ودمتِ سالمة.
موناليزا :
وجزاك أختي الكريمة...
أسعدني تعليقك، لسبب بسيط، وهو أن هدفي الأول من الكتاب كان تقديم المعلومة بأسلوب مبسط للقارئ غير المتخصص، وبقدر لا يتعدى الصفحة الواحدة بقدر الإمكان حتى يبقى منها ما يتذكره...
وهذا ذكرته في مقدمة الكتاب..
أرجو أن تكون المصطلحات القادمة بنفس الفائدة...
تحياتي.
LOLOCAT :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
لا شكر على واجب أختي الكريمة.. وما زالت الدعوة مفتوحة، إن كان لديك أو لدى أحد ممن تعرفين سؤال حول مصطلح شائع ما أرجو طرحه.. وأرجو أن يكون مما شمله الكتاب...
بالنسبة لما طرحته بشأن مصطلح اليوتوبيا.. فأنا أحاول أن أعرض كل ما يدور حوله بحيادية وموضوعية دون تدخل برأيي الشخصي.. وأترك النقد غالبا للقارئ... وإذا كان لدي رأي شخصي بشأن المصطلح (خاصة في الفصل الخاص بالمذاهب والفلسفات) فإني أعلق في الهامش.. كان هذا منهجي في الكتاب بشأن كل المصطلحات...
لكن إذا سألنا عن المدينة الفاضلة، فبالطبع وجدت في العهد النبوي وفي عهد الراشدين بصورتها المثلى... لكن ما أود أن أؤكد عليه هو توضيح أن المجتمع المثالي في نظر الشريعة الإسلامية ليس هو المقصود عند مبتكر اليوتوبيا... فهو ليس بالضرورة خالٍ من أي مثلبة أو نقيصة.. ولكنه الذي يتمثل فيه الخطأ بحالات فردية ولا يكون هو الغالب على المجتمع.. فضلا عن أنه المجتمع الذي يحتوي على آليات إصلاح الخطأ أولا فأول، بل والاحتياط له قبل أن يقع...
إذا كانت اليوتوبيا بهذا المعنى فهي ليست خيالا، بالنسبة لنا نحن المسلمين على الأقل... بل أبشرك بأنها عائدة لا محالة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر في الصحيح أن الخلافة الراشدة ستعود ثانية..
دمتِ سالمة مع تحياتي.
sal :
جزاك الله خيرا.. ده بس من ذوقك..
طبعا لن يتوقف سعينا لليوتوبيا.. ليس من باب الترف ولكن من باب الواجب الشرعي... (انظر ردي على LOLOCAT)..
أشكر لك متابعتك الدائمة..
دمت بكل خير..
ali younes :
وفقنا الله وإياك أخي الكريم لما يحبه ويرضى...
نعم المدينة الفاضلة لا بد وأن تعود مرة أخرى كما وجدت من قبل (انظر ردي على LOLOCAT)....
تحياتي... ولا تحرمنا من زيارتك.
Haytham Alsayes :
معلوماتك إنت الأجمل...
شكرا على مرورك أخي الكريم..
دمت مؤرخا متقنا ... مع تحياتي.
السلام عليكم
جميل ما قرأت هنا
لا أعتقد أن المدينة الفاضلة هو نوع من الهروب من الواقع لأن الذين ينشدونها ينشدون التغيير، ويضعون شيئا مثاليا أمامهم كي يحققوها وإن كانوا طبعا لن يصلوا إلى كل ما هو متخيل.
شكرا لك.
أبو حسام الدين :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
صدقت أخي الكريم.. وكما قلت سابقا المهم ألا تكون أحلام التغيير بشكل رومانسي غير واقعي..
شرفت المدونة.. وأرجو ألا تكون زيارتك الأخيرة..
تحياتي.
تسلم ... وشكرا لتوضيح بعض الامور الاخرى :)
دمت بحفظ الرحمن
يبدو أنه قد فاتني الكثير منذ آخر زيارة لمدونتك أستاذ ماجد،، ما شاء الله،، سأقرأ كل يوم مصطلح حتى أستطيع استيعاب هذه الثقافة الجديدة
NISREENA :
إن شاء الله لم يفتكِ شيء.. المدونة كلها تحت أمرك.. ومفتوحة 24 ساعة :)
نورتيني..
إرسال تعليق